يبدو أن بعض الصحفيين أو العاملين بالشأن العام لا يستطيعون التمييز بين أنواع المقابلات الصحفية لا سيما تلك المتعلقة بالرؤساء والزعماء التي تخضع لبروتوكولات محددة يدركها أغلب العاملين في مجال الإعلام، فتغشى بصيرتهم عن إدراك تلك البروتوكولات ويتخلون عن مسؤولياتهم المهنية تجاه مجتمعاتهم ومتابعيهم، وهو ما وقع فيه البعض منهم في استهدافه لمقابلة السيد الرئيس بشار الأسد مع أحد كبار الصحفيين العالميين فلاديمير سولو فيوف، حين ادعى هؤلاء أن السيد الرئيس تجاهل الحديث عن سورية واكتفى بمصالح روسيا.
لعل المبتدئ في العمل الإعلامي يدرك أن الصحفي هو من يضع محاور المقابلة وأسئلتها، وأن لكل لقاء هويته وبصمته، فالصحفي سولوفيوف كاد ينطق بأن هذه المقابلة موجهة إلى الرأي العام والمجتمع الدولي والقوى المعادية لسورية وروسيا، وغير معنية بالشأن الداخلي السوري، وهي الرسائل التي مررها في أسئلته ولاقت الإجابات المناسبة من قبل السيد الرئيس، والتي ربما أوجعت الخارج لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وأذيالهم، وهو ما يفسر حجم الاستهداف الذي تعرضت له المقابلة ومحاولات التشويش عليها.
فهل كان كاتب المنشور يتوقّع أن يتحدث سيادته عن الانتخابات الحزبية أو سعر صرف الليرة السورية أو أزمة المحروقات بعد سيل الأسئلة المتعلقة بالوضع الدولي التي طرحها الصحفي على السيد الرئيس وكم الرسائل الخارجية التي تم تمريرها في المقابلة، علماً أن سورية معنية في جميع الملفات التي طرحت أثناء اللقاء، فالحديث عن غزة والموقف العربي مرتبط بسورية كذلك العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والانتخابات الروسية والأمريكية وغيرها من القضايا التي سترسم شكل المنطقة في المرحلة القادمة.
يقول قائل “إن كنت لاتدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم”.. ونأمل أن يكون كاتب المنشور لايدري قواعد العمل الإعلامي والتعاطي مع هذا النوع من المقابلات لنكتفي بوزر المصيبة فقط..
ربما يكون بمقدورك المساهمة في توضيح هذه الحقائق وكشف ذلك الزيف من خلال التعليق على المنشور المرفق رابطه أدناه.. أو الاستفادة من التعليقات المقترحة المرفقة عبر نسخ التعليق الذي تراه مناسباً من التعليقات أدناه وإعادة لصقه على المنشور..
رابط الخبر