تغنى السوريون في الأيام الماضية بإنجاز مشروع “نفق المواساة” واستمتعوا وهم يقرؤون رسائل مشروع عاصمتهم التي نقشت على جدران النفق على شكل صورٍ تعكس حضارة هذه البلاد المتجذرة في أعماق التاريخ من جهة، وحاضر يتجلى فيه إصرار أهلها على الخروج من نفق حرب ضروس إلى بناءٍ وعمران من جهة أخرى..
اتفق السوريون أن نفق المواساة ليس مشروعاً خدمياً، إنما هو رسالة من دمشق إلى العالم، وهو ما لم يرق لأولئك الذين لا يرون من الكأس إلى نصفه الفارغ، ولا يملكون القدرة على السير في طريق الإنجاز فيضعون العصي بالعجلات.. هؤلاء القادرين على تشويه كل إنجاز مهما كانت قيمته ورسائله، وهو ما يمكن لحظه في أغلب تلك المنشورات والمقالات التي استهدفت المشروع..
فتلفزيون سوريا لم يفهم من مشروع نفق المواساة سوى كلفته التي تضاعفت من 26 مليار ليرة إلى 70 مليار، مقدراً المبلغ بحوالي 4,6 مليون دولار أمريكي، وبحسبة بسيطة فإن استدراج عروض المشروع تم في منتصف العام 2022 وفق ما صرح به مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق.. حينذاك كان سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار هو 2,814 ليرة سورية بحسب نشرة سعر صرف المركزي بتاريخ 1/7/2022، أي أن الكلفة المقدرة حين إطلاق المشروع كانت تعادل أكثر من 9 مليون دولار آنذاك، ومع الإنجاز أصبحت 4,6 مليار أي أن الكلفة المقدرة بالدولار قد انخفضت بما يعادل الضعف تقريباً.. إذاً هي لعبة أرقام قصد بها هؤلاء الإساءة وتشويه الصورة الناصعة التي ظهر بها المشروع.
وبعيداً عن المبالغ المذكورة، فإن جهود العمال الذين رسموا تلك الملحمة الوطنية كانت موضع احترام وتقدير لدى كل السوريين، كذلك تنفيذ المشروع من قبل مؤسسة وطنية هي اليوم موضع ترصد واستهداف من الدول التي تحاصر سورية شأنها شأن باقي المؤسسات الحكومية، ولم يجد هؤلاء المتربصون بانتقاد تلك الكوادر الوطنية سوى الادعاء بتغيير المهندسين المشرفين ملفقين أكاذيبهم والتي نرى أنه في حال صحة الادعاء بتغيير المهندسين فهي حالة طبيعية لبلد لم يعرف مشروع من هذا النوع منذ أكثر من عقد من الزمن ومن الطبيعي أن يتم التداول بين المهندسين للوصول إلى الأكفأ بالتنفيذ..
مهما كثر الحديث والأقاويل والادعاءات فإن رسالة المشروع وصلت وعمت أرجاء الوطن، بزنود عمال الوطن وإمكانيات مؤسساته وشركاته ستنفض سورية غبار الحرب عنها وتعيد بناء كل ما دمره الإرهاب..
ربما يكون بمقدورك المساهمة في توضيح زيف ادعاءات هؤلاء واستغلاليتهم من خلال التعليق على المنشور المرفق أدناه.. أو الاستفادة من التعليقات المقترحة المرفقة عبر نسخ التعليق الذي تراه مناسباً منها وإعادة لصقه على المنشور.
رابط الخبر